كتب تاريخية و سياسية
ترجمة : سمير عبدالرحيم الجلبي
مراجعة : غازي برو |
كتب مترجمة
تشريح الثورة The Anatomy of Revolution المؤلف : كرين برينتن 1938- 1958 - 1964 المترجم : سمير عبدالرحيم الجلبي مراجعة : غازي برو الناشر : دار الفارابي و كلمة - الطبعة الأولى 2009 * تحميل الكتاب : تشريح الثورة |
نبذة عن كتاب تشريح الثورة
بقلم : وليد خالد أحمد
المصدر: موقع كتابات 2012
يعـد (تشريح الثورة) الذي نحن بصدد مراجعته ، افضـل وأشهر كتب المؤرخ والاكاديمي الاميركي كرين برينـتن ، والذي حاول فيه تحليل ميول مجتمع يسبق ثورة كبرى ، وهو يرى انه يجمع بين التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب التدهور التدريجي لقيم المجتمع . ان فكرته عن الثورة هي انها عملية قلب السلطة مما يؤدي الى تولي المتطرفين السلطة ثم تهدأ الامور . وقـد شبه المؤلف الثورة بحمى ترتفع بسبب شكاوى افراد شعب ما . ومن اعراض هذه الحمى انهيار هيكل السلطة ... تستعر الحمى ثم يصبح واضحاً ان الناس لا يتحملون تلك الحمى وتحل سلطة افضل محل هذا الاحتياج ، ويصبح الشعب أسعـد .
ان فكـرة المؤلف عن الثورة هـي انها في الحقيقة جدول معيـن للاحداث التي يفترض انها تحدث ... وقد حاول المؤلف تأسيس نمط تتبعـه معظم الثورات . وقد جمع المعلومات من اربع ثورات كبـرى : الثورة الامريكية ، الثورة الفرنسية ، الثورة الروسية (او الثورة البلشفية) والحرب الاهلية في انكلترا .. وبأستخدام هـذه الثورات كنماذج وضع المؤلف اربع مراحـل تمر بها الثورة يمكن عرض هيكلها :
المـرحلة الاولى ـ خصائص المرحلة التمهيدية .
الاعـراض ـ يرى المؤلف ان الطبقة الوسطى هي القـوة الدافعة وراء الثورة وانها تعبر بصوت عـالٍ عن سخطها بسبب قيود اقتصادية معينة تفرضها الحكومة عليهـا . وعلى الرغم من ان هذه القيود ليست رئيسية الا انها كافية لاحداث سخط شديـد . وتكون الحكومـة حينها غيـر كفؤة على نحو لا يصدق . وتنهار البيروقراطية ولا تتمكن من ادارة البلاد على نحو فعال . وقد يكون السبب وجود حاكم اخرق او نقص مالي مزمن في الحكومة واخيراً ، يعاني الحزب الحاكم من تخلي المثقفين الذين يعتبرون ضمير المجتمع . المـرحلة الثانية ـ خصائص المرحلة الاولى .
الحمى الصاعدة ـ الحمى الصاعدة هي تصاعد سخط الطبقة الوسطـى . يثور الشعب اذاك وتتـوج ثورته بمعركة .. وينهار الهيكل الحكومـي تحت ضغط الديون المالية والانتفاضة الشعبية . ثم يشكل المعتدلون او الوسط السياسي حكومة جديـدة . غير ان الحكومة المعتدلة الجديدة تظهر انها غير قادرة على الصمود فـي وجه مشاكل ادارة الدولة والازمـة الاقتصادية ووضع دستور جديد وغير ذلـك .
المـرحلة الثالثة ـ خصائص مرحلة الازمة .
الازمة ـ تبلغ الثورة الذروة عندما يصبح المعتدلون عاجزين عن اداء مهمة حكم البلاد ويطوح بهم المتطرفون او اليسار السياسي بالقوة ، ويبدأ حكم الارهاب حيث يشرع المسرفون في التطرف بالتخلص من المعارضة باستخدام العنف . كمـا تتورط الحكومة الجديدة عادة في حرب خارجية في محاولتها نشر مبادىء الثورة . كمـا تبدأ الثورة بفقد زخمها ولا يعد الشعب يساندها الا خوفاً من التطهير. كما انه بسبب تفاقم الازمة الاقتصادية يواجه الثوريون تهديداً داخلياً متزايداً .
المـرحلة الرابعة ـ خصائص مرحلة الخلاص .
النقاهة ـ مع تزايد ضعف الثورة تدخل البلاد فترة الانتعـاش ، ويتولى السلطة حاكم مركزي قوي في الحكومة الجديـدة ، ويشرع في عملية اعادة الاستقرار الى البلاد . ويستبعد او يعدم زعماء الثورة الاكثر عنفاً . كما يُمنح المعتدلون عادة العفو . ويبـدأ الناس في التخلص من اي علامات باقية من علامات الثـورة ويغيرون ملابسهم واسلوب حياتهم في محاولة لنسيان الثورة ، ويتخلون فـي تلك العملية عن الكثير من العقائد المتسمة بالتطرف التي يؤمن بها الثوريون .
درس المـؤلف اربع ثورات يبدو ظاهرياً ان لها جوانب شبه معينة وتعمد تجنب انواع معينة اخرى من الثورة . نشبـت هذه الثورات الاربعة في العالم الغربي بعد القرون الوسطى وكانت ثورات (شعبيـة) او (ديمقراطيـة) نفذت باسم (الحريـة) مـن اجل الاغلبية ضد اقلية ذات امتيازات وكانت ناجحة ، اي انها ادت الى ان يصبح الثوار حكومة شرعية . ولاشك ان هنالك تشويهات وجدانية حتى الكلمـات المشحونة بالمشاعر تشير الى اشياء راسخة ، كانت الثورات الانكليزية والفرنسية والاميركية وحتى الروسية محاولات لضمـان نوع من المجتمع مختلف عن المجتمع الذي استهدفت الثورات الحديثة في البلدان المتخلفـة .
ان هـدف المؤلف من دراسته هذه هو ايجاد نوع مثالي من الثورة والبحث عن نوع من الفكرة (الافلاطونيـة) للثورة ، لذلك وقع اختياره لاربع ثورات واضحة قدمت حالة ملائمة ونمطاً كامـلاً .ـ
اقرأ المقال كاملا من المصدر: المصدر: موقع كتابات 2012
عودة الى الصفحة الرئيسة
بقلم : وليد خالد أحمد
المصدر: موقع كتابات 2012
يعـد (تشريح الثورة) الذي نحن بصدد مراجعته ، افضـل وأشهر كتب المؤرخ والاكاديمي الاميركي كرين برينـتن ، والذي حاول فيه تحليل ميول مجتمع يسبق ثورة كبرى ، وهو يرى انه يجمع بين التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب التدهور التدريجي لقيم المجتمع . ان فكرته عن الثورة هي انها عملية قلب السلطة مما يؤدي الى تولي المتطرفين السلطة ثم تهدأ الامور . وقـد شبه المؤلف الثورة بحمى ترتفع بسبب شكاوى افراد شعب ما . ومن اعراض هذه الحمى انهيار هيكل السلطة ... تستعر الحمى ثم يصبح واضحاً ان الناس لا يتحملون تلك الحمى وتحل سلطة افضل محل هذا الاحتياج ، ويصبح الشعب أسعـد .
ان فكـرة المؤلف عن الثورة هـي انها في الحقيقة جدول معيـن للاحداث التي يفترض انها تحدث ... وقد حاول المؤلف تأسيس نمط تتبعـه معظم الثورات . وقد جمع المعلومات من اربع ثورات كبـرى : الثورة الامريكية ، الثورة الفرنسية ، الثورة الروسية (او الثورة البلشفية) والحرب الاهلية في انكلترا .. وبأستخدام هـذه الثورات كنماذج وضع المؤلف اربع مراحـل تمر بها الثورة يمكن عرض هيكلها :
المـرحلة الاولى ـ خصائص المرحلة التمهيدية .
الاعـراض ـ يرى المؤلف ان الطبقة الوسطى هي القـوة الدافعة وراء الثورة وانها تعبر بصوت عـالٍ عن سخطها بسبب قيود اقتصادية معينة تفرضها الحكومة عليهـا . وعلى الرغم من ان هذه القيود ليست رئيسية الا انها كافية لاحداث سخط شديـد . وتكون الحكومـة حينها غيـر كفؤة على نحو لا يصدق . وتنهار البيروقراطية ولا تتمكن من ادارة البلاد على نحو فعال . وقد يكون السبب وجود حاكم اخرق او نقص مالي مزمن في الحكومة واخيراً ، يعاني الحزب الحاكم من تخلي المثقفين الذين يعتبرون ضمير المجتمع . المـرحلة الثانية ـ خصائص المرحلة الاولى .
الحمى الصاعدة ـ الحمى الصاعدة هي تصاعد سخط الطبقة الوسطـى . يثور الشعب اذاك وتتـوج ثورته بمعركة .. وينهار الهيكل الحكومـي تحت ضغط الديون المالية والانتفاضة الشعبية . ثم يشكل المعتدلون او الوسط السياسي حكومة جديـدة . غير ان الحكومة المعتدلة الجديدة تظهر انها غير قادرة على الصمود فـي وجه مشاكل ادارة الدولة والازمـة الاقتصادية ووضع دستور جديد وغير ذلـك .
المـرحلة الثالثة ـ خصائص مرحلة الازمة .
الازمة ـ تبلغ الثورة الذروة عندما يصبح المعتدلون عاجزين عن اداء مهمة حكم البلاد ويطوح بهم المتطرفون او اليسار السياسي بالقوة ، ويبدأ حكم الارهاب حيث يشرع المسرفون في التطرف بالتخلص من المعارضة باستخدام العنف . كمـا تتورط الحكومة الجديدة عادة في حرب خارجية في محاولتها نشر مبادىء الثورة . كمـا تبدأ الثورة بفقد زخمها ولا يعد الشعب يساندها الا خوفاً من التطهير. كما انه بسبب تفاقم الازمة الاقتصادية يواجه الثوريون تهديداً داخلياً متزايداً .
المـرحلة الرابعة ـ خصائص مرحلة الخلاص .
النقاهة ـ مع تزايد ضعف الثورة تدخل البلاد فترة الانتعـاش ، ويتولى السلطة حاكم مركزي قوي في الحكومة الجديـدة ، ويشرع في عملية اعادة الاستقرار الى البلاد . ويستبعد او يعدم زعماء الثورة الاكثر عنفاً . كما يُمنح المعتدلون عادة العفو . ويبـدأ الناس في التخلص من اي علامات باقية من علامات الثـورة ويغيرون ملابسهم واسلوب حياتهم في محاولة لنسيان الثورة ، ويتخلون فـي تلك العملية عن الكثير من العقائد المتسمة بالتطرف التي يؤمن بها الثوريون .
درس المـؤلف اربع ثورات يبدو ظاهرياً ان لها جوانب شبه معينة وتعمد تجنب انواع معينة اخرى من الثورة . نشبـت هذه الثورات الاربعة في العالم الغربي بعد القرون الوسطى وكانت ثورات (شعبيـة) او (ديمقراطيـة) نفذت باسم (الحريـة) مـن اجل الاغلبية ضد اقلية ذات امتيازات وكانت ناجحة ، اي انها ادت الى ان يصبح الثوار حكومة شرعية . ولاشك ان هنالك تشويهات وجدانية حتى الكلمـات المشحونة بالمشاعر تشير الى اشياء راسخة ، كانت الثورات الانكليزية والفرنسية والاميركية وحتى الروسية محاولات لضمـان نوع من المجتمع مختلف عن المجتمع الذي استهدفت الثورات الحديثة في البلدان المتخلفـة .
ان هـدف المؤلف من دراسته هذه هو ايجاد نوع مثالي من الثورة والبحث عن نوع من الفكرة (الافلاطونيـة) للثورة ، لذلك وقع اختياره لاربع ثورات واضحة قدمت حالة ملائمة ونمطاً كامـلاً .ـ
اقرأ المقال كاملا من المصدر: المصدر: موقع كتابات 2012
عودة الى الصفحة الرئيسة